فضيلة الدكتور محمد هداية drhedayalovers
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

*{ وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِها } *

اذهب الى الأسفل

*{ وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِها } * Empty *{ وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِها } *

مُساهمة  niesoo nie الثلاثاء مارس 26, 2013 8:01 pm

د / محمد هداية :

سنتحدث عن قصة يوسف عليه السلام فى مسألة { وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ } القصة كالآتى ..
القرآن يتكلم عن واقعه من أخطر وقائع القرآن وفى جريمه هى من أبشع الجرائم على الإطلاق وهى جريمة الزنا (أعوذ بالله) ،
إمرأة العزيز إمرأه لها سطوه ولها سلطه ويوسف عليه السلام فى بيتها والتعبير القرآنى مبدع حيث قال : { وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ } يريدك ان تفهم أن الذى ستعرض عليه هذه المسأله القادمه ليس من المفروض أن يرفض أو أن يقول لها (لا) .

لاحظ العرض القرآنى :
{ وَراوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِها عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوابَ وَقالَتْ هَيْتَ لَكَ قالَ مَعاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ } إلى هنا إنتهت واقعة محاولة الزنا .. إنتهت تماما ..

{ وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِها }

هذا موضوع آخر تماما ، في الإسرائيليات ماذا قالوا فى هذه النقطه وسنضطر لعرض ما قالوه حتى نعرف لماذا نحن نرفض الإسرائيليات . قالوا : " همّ ليزنى ـ همّ ليضاجع ـ همّ ليقبل ." !
{ وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِها } موضوع جديد لأن موضوع المراوده اُغلق وإنتهى .
هى عرضت نفسها وهو رفض وإنتهى الموضوع .

{ وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِها } هنا يحكى لك المولى عز وجل أنها همّت لتضربه أو تقتله "وهمّ بها لولا أن رأى برهان ربه " ليرد الهَم الذى فعلته ، فلا تقل لى : " أنه هم ليزنى أو هم ليقبل " هذا الموضوع انتهى .

أرجو أن نفتح المصاحف ننظر فيها ونتابع كلمه كلمه فى الآيات ..
فى الآيه { وَراوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِها عَنْ نَفْسِهِ }
سنشرح الفرق بين الهَم لُغة ومعنى .. وبين المراوده :

الهم لغة :
هو مرحله قبل الشروع فى التنفيذ ( أن تهم بالشىء إذاً أنت تنوي فعله ) شىء لم تشرع فى فعله بعد .
يوضح لك ذلك المعنى ويقربه هذا الحديث " إذا هم عبدى بحسنة .. وإذا هم عبدى بسيئه "
ما معنى الهَم فى اللغة , وفى لُغة القرآن , وفى الحديث ؟
الهَم فى اللغة العربيه قبل المعانى التى أطلقها عليه القرآن :
هو مرحلة وسط بين الرغبه وتوجه الإراده الجازمه للفعل ..
بمعنى شخص نوى أن يفعل شىء ( مثل أن يفعل فعل خير ) بداية هو يفكر" في مرحلة التفكير : أنا أريد أن أقوم بعمل خيري معين " هذه تسمى الرغبه .. ثم يهم : بمعنى أنه يحدث نفسه أنا غداَ إن شاء الله سأذهب لأضع مبلغاً من المال فى مستشفى السرطان مثلا أو فى مدرسه ا وفى مسجد أو أى شىء .. هذا إسمه (الهم ) تحقيقا لرغبة ما .
أمّاعندما أضع هذا المبلغ بالفعل فى المكان الذي نويت عليه هذا يسمى (الإراده الجازمه للفعل) .

إذا لدينا ثلاث مراحل :
1ـ مرحلة التفكير فى الشىء وهى ما نسميها " الرغبه " فى فعل هذا الشىء
2ـ مرحلة التخطيط للتنفيذ ونسميها " الهم " بفعل الشىء
3ـ مرحلة التنفيذ لما تم التخطيط له ونسميها " توجه الإراده الجازمه لفعل الشىء "

الهَم : مرحلة وسط بين الرغبه وتوقيع الفعل نفسه .

الآيه تقول : { وَراوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِها عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوابَ وَقالَتْ هَيْتَ لَكَ }
ويعود مره أخرى ليقول " ولقد همت به وهم بها " ويكون قاصداً الزنا ؟!
بالتأكيد لا .. لأن الزنا خلص وإنتهى بمراحله , إسمع : { وَراوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِها عَنْ نَفْسِهِ } أي عرضت نفسها عليه بطريقه غير مباشره وبحركات بعيده عن واقع فعل الزنا " والعياذ بالله "
< وأعذروني على إستخدام هذه الألفاظ > أي بدأت بفعل بعض الحركات لإثارته .. ثم غلقت الأبواب . ساعة قالت : {هَيْتَ لَكَ }
هنا تمام مرحلة المراوده ، وفى هذا المشهد قال يوسف : { قال مَعاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ } .. إنتهى .
إذاً رد يوسف على هذه إنتهى . فلا تقل لى : " هم بها " للزنا أيضا , لأن الهم هذا موضوع آخر تماما بمعنى أن موضوع الزنا ( قـُفل ) بقوله تعالى : { الظَّالِمُونَ } .. إفتحوا المصاحف حتى نتعلم .
مسألة الزنا عباره عن حركات فيها إثاره ثم أمنت المكان كله بكلمة : { وَغَلَّقَتِ الْأَبْوابَ } ثم تعرض نفسها عليه ثم رده هو عليه السلام على الموضوع إما أن يستجيب أو لا ..
فعندما قال : { قالَ مَعاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ } أقفل موضوع الزنا وأنهاه .
هى فكرت وأثارت وعرضت وأمنت وقالت " هيت لك " بهذا تكون وصلت لقمة الرغبه والإراده الجازمه للفعل .
وهو رد عليها رداً قاطعاً لا يقبل القسمه على إثنين " قال معاذ الله " وأقفل الموضوع .
" ولقد همت " الهم هنا لو قلنا انه المرحلة الوسط بين الرغبة والفعل فلا يصح أن يكون تعليقا على الزنا
فماذا عن " ولقد همت به" ؟

الهم فى القرآن : هو عباره عن محاولة القتل أو الضرب .. هذه الكلمه فى الواقع القرآنى .

أما فى الحديث " إذا هم عبدى بحسنة .." هم هنا بمعنى : نوى أن يفعلها .

إذا فى الحديث القدسى الهم بمعنى مرحلة الوسط بين الرغبه والفعل فى مسألة الشروع فضلاً على أن بعض أهل اللغه قالوا : أن الهم مرحله قبل الشروع .. بدليل الحديث " واذا هم بسيئة فلا تكتبوها فإن عاد عنها تكتب حسنه وإن فعلها تكتب سيئه واحده "
فالله سبحانه وتعالى لم يعتبر الهم هنا شروع فى الفعل بمعنى أنه لا يوجد فى القانون الجنائى ولا حتى الإسلامى ما يستوجب عقوبتك على مجرد أنك هممت أن تقتله لأن الهم لا يظهر وليس له آثار فى الواقع لكن هناك عقاب على الشروع فى القتل .
إذاً الهم مرحلة فى اللغه قبل الشروع ايضا .

لكن فى القرآن له توقيع بمعنى إصطلاحى .. ما معنى هذا الكلام ؟
أنت ساعة تسمع قول الحق تبارك وتعالى : { وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ } ما معنى (همت) هنا ؟
أى همّوا ليقتلوه .. إذاً الهم فى القرآن جاء بمعنى إصطلاحى غير معناه اللغوى ، معناه اللغوى هو قبل الشروع ولذلك قلت : أنه مرحلة وسط بين الرغبه وتوقيع الفعل ؛ ولكن له معنى إصطلاحى فى القرآن وهو ( القتل ) .

فعندما نتصور قصة إمرأة العزيز ويوسف من خلال القرآن بعيدا عن الإسرائيليات التى سادت وسخرت بنا وقالت : (همّ ليزنى همّ ليضاجع .. )
نقول لهم مسألة الزنا إنتهت كما قلت ونلاحظ عندما رفض يوسف .. ماذا ستفعل هى " إمرأة العزيز " ؟

ستفعل أمراً من إثنين :
إما أن تقتله حتى لا يفضحها .
أو أن تضربه لأنها غاضبه من فعله لأنه لم يحقق لها ما تريد .

فقال " ولقد همت به " والطبيعى والتلقائى أن يرد يوسف على فعلها .. هى تريد أن تضربه أو تقتله ؛ فقال : { وَهَمَّ بِها لَوْ لا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ } بمعنى أنه حتى الهم لرد الإعتداء بالضرب أو القتل لم يفعله يوسف ! لماذا ؟
لأنه رأى برهان ربه ولأن برهان ربه سابقا على الواقعه ..
ولذلك القراءه الصحيحه لهذه الآيه " ولقد همت به " ثم وقفه ؛ .. ثم تكمل " وهم بها لولا أن رأى برهان ربه " فعندما رأى برهان ( وهذا شىء سابق ) فلم يهم .
مثال : ( شربت الشاى لولا كسر الكوب ) إذاً أنا لم أشرب لأن " لولا " حرف إمتناع لوجود ؛ فامتنع الهم فى حق يوسف لوجود البرهان ..
أما فى حقها هى فقد همت فعلا ، وكي تصدق الواقعه من القرآن وأن يوسف لن يرد الإعتداء .. تجد القرآن يقول بعدها : { وَاسْتَبَقَا الْبابَ } " واستبقا الباب " هذه عندما أسمعها لابد وأن أتخيل كيف يسيرالسيناريو :

الأول : هى راودته عن نفسه .. فرفض يوسف .. فهَمّت لتضربه .. فلم يرد حتى الإعتداء .. فـإستبقا الباب .. وهذه تبين أنه جرى منها , هو لا يريد أن يرد الضرب ولا يريد أن يحدث إشتباك بينه وبينها ..
فقال : { وَاسْتَبَقَا الْبابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ } .

نعود للشاهد الذى شهد من أهلها : { وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ أَهْلِها إِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكاذِبِينَ (26) وَإِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ (27) فَلَمَّا رَأى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ }
هذا يعنى أن يوسف كان أمامها وهى خلفه ، إذاً يوسف واضح أنه كان يجرى منها حتى لا يرد إعتدائها بالضرب .
فليس لموضوع الزنا ذكر هنا لأنه إنتهى عند قوله : { الظَّالِمُونَ } والكلام عن الهَم هنا مختلف .

الهَم هنا : إما همّت لتقتله حتى لا يفضحها أو همّت لتضربه لأنها غضبت لأنه لم يلبى لها رغبتها ، فالقرآن وقّع وقال : { وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِها لَوْ لا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ } إذاً هو لم يهم أصلا بالضرب أو بالقتل ليرد ضربها أو محاولة قتلها له على إختلاف المعانى اللغويه التى لا نستطيع تحديدها لأن النص كما يقال حمّال . فلك أن تتصور شىء من إثنين فى رد فعلها : إما أنها كانت تريد أن تقتله أو تضربه .
وهنا سؤال : هل إمرأة العزيز آمنت بيوسف ؟ نعم آمنت به بعد هذه الواقعه وقالت " الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه وانه لمن الصادقين " .
سؤال آخر : هل تزوجته ؟ لا ، لم تتزوجه طبعا قولا واحدا

ملخص :
إمّا أنها همت لتضربه لأنه لم يلبى رغبتها ثم تنتقل " وهم بها لولا أن رأى برهان ربه " إذاً يوسف لم يهم فى الأصل لأنه سابق عنده البرهان من رب العالمين ، لماذا ؟
لأنه كما قال تعالى : { إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُخْلَصِينَ } وهذا هو نص القرآن فى هذه المسأله .
وحتى تتأكد من صدق هذه الروايه والقصه القرآنيه إسمع من القرآن ماذا حدث ساعة : { وَأَلْفَيا سَيِّدَها لَدَى الْبابِ } عندما فُتِح الباب ووجدوا زوجها قالت : { قالَتْ ما جَزاءُ مَنْ أَرادَ بِأَهْلِكَ سُوءاً } .. قف هنا .
كي نتعلم معاً كيف يفسر القرآن بالقرآن ونأخذ الحكمه والعلم من القرآن .المولى عز وجل قال : { وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِها لَوْ لا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ كَذلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشاءَ }

إذاً لدينا هنا أمرين القرآن نفاهما عن يوسف : (السوء والفحشاء )
أمّا الفحشاء فهى الزنا .
وأمّا الســــوء فهو القتل أو الضرب .

{ وَراوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِها عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوابَ وَقالَتْ هَيْتَ لَكَ قالَ مَعاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ }
إلى هنا إنتهت محاولة واقعة الزنا أو عرضها نفسها عليه أو مراودته عن نفسه ، { وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِها لَوْ لا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ كَذلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُخْلَصِينَ}
السوء الحالى هذا هو الضرب أو القتل .. أما الفحشاء فهى السابقه وهى واقعة المراوده أو محاولة الزنا .
فعندما تقول هى لزوجها : { ما جَزاءُ مَنْ أَرادَ بِأَهْلِكَ سُوءاً } أي من أراد أن يقتل أو يضرب فما جزاؤه ؟
إذاً هى لم تتكلم أصلاً عن واقعة المراوده أبدا وهذا ذكاء منها فى العرض ، هى لم تقل حتى أنه حاول أن يعتدى عليها جنسيا .. لم تقل .. إنما قالت : " ما جزاء من أراد بأهلك سوءً " فهى تتكلم فى واقعه هى لا تستطيع أن تنكرها لأن قميص يوسف كان ممزق ـ وممزق من دُبر ـ شكل يوسف عليه السلام كان يدل ان هناك معركه أو شجار بينهما , فلذلك قالت ذكاء منها " ما جزاء من أراد بأهلك سوءً " فهى تعلم جيداً أنها لو قالت أنه حاول أن يعتدى عليها فلن يصدقها أحد كما أن أخلاق يوسف تسبقه فلذلك قالت انه حاول أن يضربها أو أن يؤذيها فلم تتكلم عن واقعة محاولة الزنا أبداً .

القرآن يقول : { كَذلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشا }
المولى عز وجل صان يوسف من الزنا , ومن القتل , ومن الضرب .. والقرآن يتكلم بكل قوة ويقين . لكن طبعا الإسرائيليات تقول غير ذلك ، لاحظ أنه لا توجد كلمة فحشاء فى كلامها أصلاً ، وما يؤكد أن القصه القرآنيه أضبط من الروايه الإسرائيليه قول يوسف ( هل قال " هى التى راودتنى " أم قال " هى راودتنى " ) ؟

لابد أن أقف هنا . هو يريد أن ينفى أنها ليست مسألة ضرب أو قتل فحسب كما تقول هى فقال : { قالَ هِيَ راوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي } لو كان الأمر كما تقول الإسرائيليات أنها قالت أنه همّ ليضاجعها أو كان يريد ذلك لقال يوسف فى الرد عن نفسه : " هى التى راودتنى " إنما النص القرآنى واضح { هِيَ راوَدَتْنِي } .

ثم نأتى لمسألة الشاهد ، هذا الشاهد هو الذى سيُبرئ يوسف " وشهد شاهد من أهلها .." وهذا الشاهد الذى هو من أهلها كان من الحكم بمكان , مبدع , فقال لهم : لا تعلقوا على كلامى " مع أنه من أهلها " ولا تأخذوا بحكمى ولا برأيي ولكن أنظروا إلى واقع حال يوسف:

{ إِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكاذِبِينَ } .. لأنه إن كان هومن حاول أن يضربها أو يقتلها سيكون فى إتجاهها فالقميص سيمزق من الأمام ، { وَإِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ }.. إذاً هو حق " هى راودتنى عن نفسى " فيكون هو من جرى منها وستجدون القميص ممزق من الخلف .
{ وَإِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ }
وقول زوج هذه المرأه وهو العزيز يحكم الأمر فى القضيه .. ماذا قال ؟
قال : { يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هذا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ } وكأنِّى بالقرآن يوضح أن يوسف الصديق عليه السلام كان صادقاً أمام الشاهد وأمام العزيز وأمام الحضور بدليل قول العزيز : { يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هذا } أى لا تتكلم فيه أمام الناس ونظر اليها وقال لها : { وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخاطِئِينَ } .

** ** **

هذه ليست كل القصه , لكن الشاهد هنا أن العرض القرآنى للقصه يتكلم بواقع ما أراده الله من القصه ويخرج عن كذب الإسرائيليات بأن يوسف هم ليجلس مجلس الزنا ثم تراجع .. الكلام القرآنى أو النص القرآنى يفسر بعضه بعضا فأنا لا أحتاج لإسرائيليات كاذبه تخرجنى عن المعنى الحقيقى للقصه .
ما مُراد الإسرائيليات هنــا ؟
ساعة يوسوس الشيطان أو النفس العاصيه للإنسان بالزنا , ماذا يقول له ؟
يقول له مستهيناً بالموضوع " إن يوسف عليه السلام وهو رسول وهو نبى كان سيزنى ويذكره بأنه هم ليضاجع .. أو.. أو.. " وهذا كله كلام فارغ لم يقله القرآن ، يوسف بعد رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم عنوان العِفّه فى القرآن . إسمعوا أول رد ليوسف وهو كافى أن ينهى الواقعه : " قال معاذ الله "
وأريد من شبابنا أن يأخذ هذا الرد عنوان الحقيقه فى هذا الموضوع .. وأنا أريدكم أن تنظروا لرد يوسف عليه السلام وهو يرد عليها بكل قوة وعصمة وعِفّه وأرجوا أن نوَقِّع الكلام فى القلوب .

اللهم إنى أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى هذا ما كان يردده رسول الله صلى الله عليه وسلم بصدد هذا الأمر بالذات (اعوذ بالله) سلّمنا الله وإياكم من كل فعل يشابه هذا .
أسأل الله تبارك وتعالى أن يفتح لنا ولكم ويعلمنا ويعلمكم ما يتم به علينا نعمته إنه هو ولى ذلك والقادر عليه .

من الحلقة الثانية لـ " برنامج قصة وعبرة "
niesoo nie
niesoo nie
 
 

البلد / الدوله : فلسطين
عدد المساهمات : 99
وسام التميز
تاريخ التسجيل : 17/09/2011
العمل : مشروع خاص

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى